الحمد لله الذي رفع أهل العلم درجات، وجعلهم للناس هدىً ومنارات، والصلاة والسلام على أعلم الخلق برب الأرض والسماوات، المثني على من تفقه في الدين أنه أريد به الخيرات، وعلى آله وصحبه صفوة الفقهاء والعلماء السادات، أما بعد:
فإن أشرف أتباع الأنبياء قدرا هو الصديق العالم بالله وبأمره، الذي امتلأ قلبه خشية لله وتعظيماً لقدره، واشتغل لسانه بالثناء على الله ودعائه وذكره، وعملت جوارحه بطاعته وتقواه في علانيته وسره.
ومن أراد أن يكون كذلك فلا بد له من الاستعانة بربه ومولاه، مع بذله من الجهد أعظمه ومن الوقت أغلاه، في التعلم والتفقه في دين الله، طالبا للقرب منه ورضاه.
ومن أعظم سبل ذلك: جمع ما حققه الفقهاء الأعلام، من مسائل الفقه المستنبط من كلام الملك العلام، وسنة سيد ولد آدم عليهما الصلاة والسلام، وآثار الصحب والتابعين وأقوال الأئمة الكرام.
ومن هنا جاءت الفكرة، بجمع أقوال الأئمة المهرة، بطريقة سهلة مبتكرة، على ترتيب منظومة- كاسمها- ميسرة، مع الأدلة المحررة والأقوال المسطرة، لتثمر بعون الله حديقة من العلوم مزهرة، تبتهج بها -بحول الله- كلُّ نفسٍ بالعلم بالله وبوحيه منوَّرة.
والله خير مسؤول: أن يرزقنا الإخلاص والقبول، وأن يكتب لنا بذلك وافر الأجور، وأن يجعله خالصا لوجهه ويجنبنا ما في أنفسنا من الفساد والشرور، إنه – تبارك وتعالى- عفو غفور شكور.